Reviews

تقييم La Creperie

بدأت حكاية La Creperie في البيت التاريخي المتوارث عبر الاجيال لدى آل الخازن منذ عام 1800، ففي الستينيات بعد عطلة أمضتها العائلة في فرنسا، خطرت لهم فكرة تحويل البيت الى مطعم فريد من نوعه، وافتتح المطعم فعلاً عام 1986 ليقدم في حينها “الكريب” الفرنسي، ومن هنا يأتي إسمه ليتوسع لاحقاً الى تقديم الطعام الفرنسي التقليدي ووجبات ثمار البحر وغيرها.

استمر المطعم بالعمل الى أن جرى إغلاقه مؤخراً لأعمال التوسعة والديكور لمدة ثلاث سنوات كاملة ليعود بعدها في حلة جدية وثلاث اماكن مختلفة هي الحديقة (الجنينة) والمطعم، والقهوة، ويقدم خيارات مختلفة في الطعام، اللبناني التقليدي والفرنسي \ الغربي.

المطعم والبناء بحد ذاته تجربة فريدة للغاية، خاصة في البيت التقليدي وخيارات الجلوس والإطلالة الرائعة على خليج جونية، ما يجعل المكان مقصداً لمن ينشد الهدوء والتمتع بالطعام اللذيذ

تجربتي الشخصية أتت سابقاً في القهوة، مكان هادىء جداً ذو إطلالة ممتازة يزيدها رونقاً البيت الحجري القديم.

تقييم الطعام والخدمات

زيارتي وسبب هذه المراجعة تأتي هذه المرة في الحديقة (الجنينة)، المكان يأسرك من النظرة الأولى مع الإطلالة البحرية الجميلة، والموسيقى اللبنانية القديمة، والطاولات المنتشرة في كل مكان.

كان لافتاً المعاملة المميزة للزبائن منذ الإستقبال على باب البيت القديم وصولاً الى الطاولة لتناول الطعام، فترة الإنتظار لتحضير الطعام قصيرة جداً وهذا أمر لافت للغاية خاصة عندما علمت (فيما بعد) أن المكونات كلها تحضر وتخبز في المكان.

معاملة العاملين راقية للغاية، وهادئة على عكس أغلب الاماكن السياحية في المنطقة، ولي تجارب سيئة في هذا الخصوص، وملفت جداً كان حضور مدير المطعم أكثر من مرة للإطمئنان على أن الطعام قد نال إستحساننا.

لأجل التجربة والتقييم، حاولت عمداً طلب الأطباق التي عادة ما يتطلب تحضيرها وقتاً أو جهداً كبيراً لتبقى طازجة وتحتفظ بنكهتها، مثل التبولة والحمص والطاووق والرقاقات والمقانق وهي اطباق معروفة بأنه يمكنك فوراً معرفة إن كان تحضيرها طازجاً، أو قد أمضت وقتاً في البرادات، أو جرى تسخينها بالنسبة للمشاوي، والنتيجة كانت ممتازة، الخضار طازجة بشكل مميز، التبولة تحتفظ برائحة مكوناتها، واللحوم طرية وشواءها ممتاز ومعتدل.

ولغرض التقييم أيضاً وهي الطريقة التقليدية التي أتبعها في تقييم إبتكار وقوة فريق العمل وإدارته، تعمدت أن من النادل ما هو ليس على قائمة الطعام لكن بقليل من الإبتكار يمكن تقديمه، فطلبت شرائح البطاطا المشوية عوضاً عن المقطعة والمقلية، وأتى الجواب بأنها ليست على قائمة الطعام لكنه سيعمل على تحضيرها، وهذه ميزة ممتازة، ولا تتوافر سوى في المطاعم التي تدرب عمالها على سرعة البديهة وخدمة الزبائن بشكل ممتاز. فقط حاولوا أن لا تفعلوها بالنسبة للأطباق الصعبة أو المستحيلة أو تلك التي تتطلب مكونات أو أجهزة خاصة ?

الحلويات

بعد الطعام أتى دور الحلويات، وهنا كان لافتاً أيضاً حضور مدير المكان “سليم” بنفسه لشرح مكونات اطباق الحلويات وطريقة تحضيرها وليس فقط محتواها، وبعد شرحه المميز عن المعمول المحشو بالجبنة المطاطة مع الشوكولاتة السائلة والكاراميل، أردت فعلاً تجربة هذا الطبق لأنه ما أسميه “طبق خطير” إذ أن أي خلل مهما كان بسيطاً في عملية التحضير سيؤدي الى تغير الطعم من لذيذ الى غير محبب، خاصة أن المقادير ليست متجانسة بالكامل وفيها مزيح من الحلو القليل، والمعتدل والكثير، والمالح، على أن النتيجة أتت اكثر من ممتازة، طبق رائع فعلاً، مستعد لتكرار زيارتي الى La Creperie  لأجل تناوله فقط!

بشكل عام يمتاز  La Creperie بالموقع والإطلالة، والطعم اللبناني الأصيل والجو الجميل في المكان، ويستحق إختياره بين مطاعمي الثلاثة المفضلة عالمياً بعد “إمام شاغداش” في غازي عنتاب التركية، وهاغيز في لاهاي هولندا، وهو مكان مناسب للغاية لتصطحب اليه المغتربين والسواح إن أردت أن تريهم الصورة الحقيقية عن لذة الطعام اللبناني والخدمة المميزة.

سيكون لي جولة أخرى في La Creperie لتجربة المطعم المتبقي ?

 

بعض الصور لـ La Creperie

إعلان مدفوع

IMAD

محرر مدونة Imad on Tour، تابعوني في رحلاتي المتعددة حول العالم للحصول على التحديثات والمراجعات حول السياحة والسفر.
زر الذهاب إلى الأعلى